القارئ عاصم بن أبي النَّجود
1 ـ عبد الله بن عامر اليحصبي ، قارئ الشام (ت118هـ) .
وراوِياه هما : هشام بن عمّار ، وابن ذكوان ، ولم يُدركاه ؛ لأنّ هشاماً ولِد عام 153 هـ ومات 245 هـ ، وابن ذكوان ولِد عام 173هـ ومات 242هـ ، ومن ثمّ لم يُعرَف السبب في اختيار ابن مجاهد هذين للرواية عن ابن عامر ؟! .
أولاً: اسمه ونسبته وكنيته ومولده:
عبد الله بن عامر يزيد بن تميم بن ربيعة، أبو عِمْرَان على الأصحِّ، اليَحْصُبِيُّ الدِّمشقيُّ، نسبة إلى يَحْصُب[2] بن دهمان بن عامر بن حمير، وقد اختلف في سنة مولده، فمنهم من قال سنة (21هـ)[3]، وقيل: سنة (8هـ)[4].
ثانياً: مكانته وعلمه:
أحد القُرَّاء السبعة، وإمام أهل الشام في القراءة، تابعي جليل، انتهت إليه مشيخة الإقراء بها، وولي قضاء دمشق بعد أبي إدريس الخولاني، وكان رئيس أهل المسجد الأموي زمن الوليد بن عبد الملك وبعده، وكان مجلسه من الجامع الموضع المعروف بالروضة[5].
قال أبو علي الأهوازي: كان عبد الله بن عامر إماماً عالماً، ثقة فيما أتاه، حافظاً لما رواه، متقنًا لما وعاه، عارفاً فهمًا، قيمًا فيما جاء به، صادقاً فيما نقله، من أفاضل المسلمين، وخيار التابعين، وأجلة الرَّاوين، لا يُتَّهم في دينه، ولا يشكُّ في يقينه، ولا يُرتَاب في أمانته، ولا يُطعن عليه في روايته، صحيحٌ نقلُه، فصيحٌ قولُه، عاليًا في قدره، مُصيباً في أمره، مشهوراً في علمه، مرجوعاً إلى فهمه، ولم يتعدَّ فيما ذهب إليه الأثر، ولم يقل قولاً يخالف فيه الخبر، ولي القضاء بدمشق، وكان إمام جامعها، وهو الذي كان ناظراً على عمارته حتى فرغ[6].
وقال يحيى الذِّماري[7]: كان ابن عامر قاضيَ الجند في دمشق وما حولها، وكان على بناء مسجد دمشق، وكان رئيسَ المسجد، لا يرى فيه بدعةً إلا غيَّرَها[8].
قال ابن الجزريُّ: ولا زال أهل الشام قاطبة على قراءة ابن عامر تلاوة وصلاة وتلقيناً إلى قريب الخمسمائة[9].
رابعاً: شيوخه في القراءة:
قرأ ابن عامر على: أبي الدرداء رضي الله عنه[10]، والمغيرة بن أبي شهاب المخزومي صاحب عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفضالة بن عبيد رضي الله عنه، وأصحُّ أسانيده: قراءته على المغيرة عن عثمان، وقيل: أنه سمع من عثمان نفسه.
قال ابن الجزريِّ: وقد استبعد أبو عبد الله الحافظ (الذهبي) قراءته على أبي الدرداء، ولا أعلم لاستبعاده وجهًا، ولا سيما وقد قطع به غير واحد من الأئمة، واعتمده دون غيره الحافظ أبو عمرو الدَّاني، وناهيك به[11].
خامساً: رواة القراءة عنه:
قرأ على ابن عامر خلق كثير، وقد عدَّ بعضهم ستة وأربعين إماماً في القراءة ممن قرؤوا عليه[12]، ومنهم: يحيى بن الحارث الذِّمَاري، وهو الذي خَلَفَه في القيام بها، وقرأ عليه أخوه عبد الرحمن بن عامر، وربيعة بن يزيد، وجعفر بن ربيعة، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر، وأبو عبيد الله مسلم بن مشكم، وسعيد بن عبد العزيز، وخلَّاد بن يزيد بن صبيح المريّ، ويزيد بن أبي مالك، وآخرون.
سادساً: منزلته في الرواية والحديث:
حدَّث ابن عامر عن: معاوية بن أبي سفيان، والنُّعمان بن بشير، وفضالة بن عبيد، وواثلة بن الأسقع، رضي الله عنهم، وعن آخرين.
وحدَّث عنه: ربيعة بن يزيد القصير، ومحمد بن الوليد الزبيدي، ويحيى الذِّماري، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وعبد الله بن العلاء بن زَبْر، وجماعة.
وقد وثقة النَّسائي وغيره[13].
قال أحمد بن عبد الله العِجلي: ابن عامر شامي ثقة[14].
وذكره ابن حبان في الثقات[15].
قال أبو حاتم: سُئِل أبو زرعة الرازي عنه فقال: مديني قد أدرك النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو ثقة صغير[16].
قال ابن حجر: ذكره أبو رزعة الدمشقي في الطبقات في نفر ثقات[17].
وقد روى له مسلم حديثاً، والترمذي آخر، وهو قليل الحديث عموماً[18].
سابعاً: وفاته:
توفي بدمشق في محرم يوم عاشوراء سنة (118هـ) في أيام هشام بن عبد الملك، رحمه الله تعالى.
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/culture/0/84285/#ixzz6arEkqKmI
2 ـ عبد الله بن كثير الداري ، قارئ مكّة (ت120هـ) .
وراوياه هما : البزي ، وقنبل ولم يدركاه أيضاً ؛ لأنّ الأوّل ولِد سنة 170 هـ ومات 250هـ ، والثاني ولِد 195هـ ومات 291 هـ .
ترجمة القارئ عبدالله بن كثير المكي[1]
45 - 120هـ
أولاً: اسمه ونسبته وكنيته ومولده:
عبد الله بن كثير الدَّاري، المكيّ مولداً، أبو مَعبد، مولى عمرو بن علقمة الكناني، وقيل له الدَّاري: لأنَّه كان عطَّاراً، والعطار تسميه العرب داريًا[2]، وأصله فارسي، ولد بمكة سنة (45 هـ).
ثانياً: صفاته:
كان فصيحاً بليغاً مفوَّهًا، أبيض اللحية، طويلاً جسيمًا، أسمر، أشهل العينين، يخضب بالحنَّاء أو الصُّفْرَة، عليه سكينة ووقار.
ثالثاً: مكانته وعلمه:
أحد القُرَّاء السبعة، وإمام أهل مكَّة في القراءة والضبط، تصدَّر للقراءة والإقراء فيها بعد وفاة مجاهد بن جبر[3] سنة ثلاث ومئة، وكان قاضيَ الجماعة في مكة، واعظاً ورعاً، كبير الشأن، وهو تابعي من الطبقة الثانية.
قال سفيان بن عيينة[4]: لم يكن بمكة أحد أقرأ من حميد بن قيس وعبد الله بن كثير[5]، وقال ابن مجاهد: ولم يزل عبد الله هو الإمام المجتمع عليه في القراءة بمكة[6].
وقال ابن مجاهد أيضاً: لم أر أهل مكة يعدلون بقراءة ابن كثير قراءة أحد ممن كان في عصره[7].
وقد كان ابن كثير إذا أراد إقراء القرآن وعظ أصحابه، ثم أقرأهم لتكون قراءتهم القرآن على ما أثر فيها الوعظ من الرقة[8].
وكانوا يقولون: قراءة ابن كثير خَزُّ[9] القراءة، وإنما وصفوها بذلك للينها وحسنها وسهولتها[10].
رابعاً: شيوخه في القراءة:
لقي عبد الله بن كثير عدداً من الصحابة، منهم: عبد الله بن الزبير، وأبا أيوب الأنصاري، وأنس بن مالك، وعبد الله بن السائب، رضي الله عنهم.
وقرأ على الصحابيِّ عبد الله بن السائب المخزومي رضي الله عنه[11]، وعلى التابعي مجاهد بن جبر عن ابن عباس، وعلى درباس مولى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
خامساً: رواة القراءة عنه:
قرأ على ابن كثير المكيِّ خلق كثير، منهم: أبو عمرو بن العلاء البصري، وإسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين، وإسماعيل بن مسلم، وجرير بن حازم، والحارث بن قدامة، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وخالد بن القاسم، والخليل بن أحمد، وسليمان بن المغيرة، وشبل بن عباد، وابنه صدقة بن عبد الله، وطلحة بن عمرو، وعبد الله بن زيد بن يزيد، وعبد الملك بن جريج، وسفيان بن عيينة، وآخرون.
قال الأصمعيُّ: قلت لأبي عمرو: قرأت على ابن كثير؟ قال: نعم، ختمتُ على ابن كثير بعدما ختمت على مجاهد، وكان ابن كثير أعلم بالعربية من مجاهد[12].
سادساً: منزلته في الرواية والحديث:
كان ابن كثير ثقة في الرواية، إلاَّ أنَّه كان مقلاً منها، وقد حدث عن: عبد الله بن الزبير، وأبي المِنْهَال عبد الرحمن بن مطعم، وعكرمة مولى ابن عباس، وعمر بن عبد العزيز.
وحدَّث عنه: أيوب السختياني، وابن جريج، وجرير بن حازم، والحسين بن واقد، وعبد الرحمن بن أبي نجيح، وحمَّاد بن سلمة، وقرَّة بن خالد، والحارث بن قدامة، وآخرون.
قال النسائي: عبد الله بن كثير ثقة.
وقال محمد بن سعد في طبقاته: كان ثقة وله أحاديث صالحة.
وقال علي بن المديني: كان ثقة
وقال يحيى بن معين: ثقة.
روى له الجماعة، وحديثه مخرج في الكتب الستة.
سابعاً: وفاته:
توفي ابن كثير سنة (120 هـ)، وقد أخبر سفيان بن عيينة أنه حضر جنازة ابن كثير الداري سنة عشرين ومائة[13]، عاش خمساً وسبعين سنة، رحمه الله تعالى.
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/culture/0/82453/#ixzz6arGufNx4
3 ـ عاصم بن أبي النجود الأسدي ، قارئ الكوفة (ت128هـ) .
وراوِياه هما : حفص بن سليمان ( ربيبه ) (90هـ ـ 180هـ) ، وأبو بكر شعبة بن عيّاش (95هـ ـ 193هـ) ، وكان حفص أضبط بقراءة عاصم .
ترجمة القارئ عاصم بن أبي النَّجود[1]
(.... - 129هـ)
أولاً: اسمه ونسبته وكنيته:
عاصم بن بَهْدَلة أبي النَّجُود، الأسديّ بالولاء، أبو بكر، ويُقال: أبو النَّجود هو اسم أبيه، وقيل: إن اسمه عبدالله، وأمَّا بَهْدَلة فقال الذهبيُّ: هو أبوه على الصحيح[2]، وقال ابن الجزري: هي أمُّه[3]، وردَّ الذهبي ذلك القول وقال: ليس بشيء[4].
ثانياً: صفاته:
كان عاصم فصيحاً حسن الصوت، بل إنَّه كان من أحسن الناس صوتاً في القرآن، إلى جانب ما يتخلَّق به من أدب ونُسُك, فكان إذا صلَّى ينتصب كأنَّه عود، ويمكث يوم الجمعة في المسجد إلى العصر، كان عابداً خَيِّراً كثير الصلاة، وربَّما قَصَدَ حاجةً فإن رأى مسجداً دخله للصلاة، وقال: حاجتنا لا تفوت.
ثالثاً: مكانته وعلمه:
أحد القُرَّاء السبعة، إمام كبير من أئمة القراءات والنحو، انتهت إليه الإمامة في القراءة بالكوفة بعد أبي عبدالرحمن عبدالله بن حبيب السُّلَمي، فجلس في موضعه، ورحل إليه النَّاس للقراءة، وقد جمع بين الفصاحة والإتقان، والتَّحرير والتَّجويد.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل سألت أبي عن عاصم فقال: رجل صالح ثقة خير
قال أبو بكر بن عيَّاش[5]: لا أحصي ما سمعتُ أبا إسحاق السَّبِيْعيِّ[6] يقول: ما رأيتُ أحداً أقرأ للقرآن من عاصم بن أبي النَّجُود[7].
وإلى جانب علمه بالقراءة كان من أعلم أهل الكوفة بالنَّحو[8].
قال أبو بكر بن عيَّاش: كان عاصم نحوياً، فصيحاً إذا تكلَّم، مشهور الكلام[9]، وقال أيضاً: كان عاصم من أفصح الناس، مقدماً في زمانه، مشهوراً بالفصاحة، معروفاً بالإتقان[10].
وقال شريك بن عبدالله القاضي: كان عاصم صاحب مدٍّ وهمز وقراءة شديدة[11].
وقال أحمد بن عبدالله العجلي[12]: عاصم بن بَهْدَلة صاحب سُنَّة وقراءة، كان رأساً في القرآن، قَدِم البصرة فأقرأهم[13].
وقد كان من تعظيم التابعين له أنَّه كان إذا قَدِمَ من سفر قبَّل أبو وائل (شقيق بن سلمة) يده[14].
بو وائل شقيق بن سلمة الأسدي (1 هـ - 82 هـ) تابعي كوفي، وأحد رواة الحديث النبوي.
سيرته[عدل]
أدرك أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي النبي محمد، فأسلم ولم يره.[1] وبعد وفاة النبي محمد، ارتدّت قبيلته بنو أسد بن خزيمة، وكان شقيق من بين الفارين أمام خيل خالد بن الوليد يوم بزاخة، وهو ابن إحدى عشرة سنة يومئذ.[2] ولمّا شبّ شقيق بن سلمة، رحل إلى المدينة المنورة، وسمع من عدد من الصحابة، وقيل أنه تعلّم القرآن في شهرين.
رابعاً: شيوخه في القراءة:
لقي عاصم بعضَ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ عنهم، فهو من صغار التَّابعين، كالحارث بن حسان البكري الذهلي رضي الله عنه[15]، ورفاعة بن يثربي التميمي رضي الله عنه[16]، ولهما صحبة[17]، وقرأ على أبي عبدالرحمن السُّلَميِّ، وزِرِّ بن حُبَيش الأسدِيّ، وسعد بن إياس الشيباني[18]، وقرأ هؤلاء الثلاثة على عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، وقرأ السلمي وزِرُّ أيضاً على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، كما قرأ السُّلَميّ على أبيِّ بن كَعْب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما.
قال أبو بكر بن عيَّاش: قال لي عاصم: ما أقرأني أحد حَرْفًا إلاَّ أبو عبد الرحمن السلميِّ، وكان أبو عبدالرحمن قد قرأ على عليٍّ رضي الله تعالى عنه، وكنتُ أرجع من عند أبي عبدالرحمن فأعرض على زرِّ بن حُبَيش، وكان زرُّ قد قرأ على عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال أبو بكر بن عيَّاش: فقلتُ لعاصم: لقد استوثَقْتَ لنفسك، أخذت القراءة من وجهين، قال: أجل[19].
وقال حفص بن سليمان: قال لي عاصم: ما كان من القراءة التي أقرأتك بها فهي القراءة التي قرأتُ بها على أبي عبدالرحمن السُّلميِّ عن عليٍّ [رضي الله عنه]، وما كان من القراءة التي أقرأتُهَا أبا بكر بن عيَّاش فهي القراءة التي كنتُ أعرِضها على زِرِّ بن حُبيش عن ابن مسعود [رضي الله عنه] [20].
خامساً: رواة القراءة عنه:
انتهت إلى عاصم بن عبدالرحمن الإمامةُ في القراءة بالكوفة بعد شيخه أبي عبدالرحمن السُّلميّ، فقرأ عليه خلق كثير[21]، من أبرزهم: أبو بكر بن عيَّاش، وحفص بن سليمان، والأعمش[22].
وروى عنه أحرفاً من القرآن: أبو عمرو بن العلاء البصري، وحمزة بن حبيب الزيَّات، والخليل بن أحمد الفَرَاهِيدي، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وغيرهم.
سادسًا: منزلته في علم الحديث:
حدَّث عاصم عن: أبي عبدالرحمن السلميِّ، وزِرِّ بن حبُيش، وغيرهما.
وحدَّث عنه: عطاء بن أبي رباح، وأبو صالح السمَّان، وهما من شيوخه، ومن كبار التابعين[23].
ولم تكن منزلة عاصم بن أبي النَّجود في علم الرِّواية والحديث كمنزلته في إقراء القرآن وقراءته، فقد كان عَلَمَاً ثبتاً ضابطاً في القرآن وقراءته، أمَّا في روايته للحديث فاختلف فيه، وإن كان حديثه مخرَّج في الكتب الستة، وفي الصحيحين متابعةً.
وقد اختلفت أقوالُ علماء الجرح والتعديل فيه، فلم تُجمع على توثيقه[24].
فقال عنه الإمام أحمد بن حنبل: كان خَيِّراً ثقة، والأعمش أحفظ منه، وكان شعبة يختار الأعمش عليه في تثبيت الحديث.
وقال عبدالله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن عاصم بن بَهْدلة فقال: رجل صالح خَيِّرٌ ثِقَة، فسألته: أيُّ القراءة أحبُّ إليك؟ قال: قراءة أهل المدينة، فإن لم تكن فقراءة عاصم[25]، وقال سألتُ أبي عن حمَّاد بن أبي سليمان وعاصم، فقال: عاصمُ أحبُّ إلينا، عاصم صاحب قرآن وحمَّاد صاحب فقه[26].
وقال محمد بن سعد: كان ثقة إلاَّ أنَّه كثيرُ الخطأ في حديثه.
وقال يحيى بن معين والنسائي: ليس به بأس.
وقال يعقوب بن سفيان: في حديثه اضطراب، وهو ثقة.
وقال أبو زُرعة الرازي: ثقة.
وقال العُقيلي: لم يكن فيه إلا سوء الحفظ.
وقال الدَّارقُطني: في حفظه شيء.
وقال أبو حاتم الرازي: محله عندي محل الصدق، صالح الحديث، ولم يكن بذاك الحافظ[27].
وقال الذهبي: ليس حديثه بالكبير رحمه الله تعالى[28].
سابعاً: وفاته:
توفي آخر سنة (129هـ) وهو الصحيح كما قال ابن الجزري، وقيل: (128هـ)، وقيل غير ذلك، واختلف في مكان وفاته، والأكثر أنه تُوفي في الكوفة، وقال الأهوازي: إنه توفي بالسَّمَاوَة من الشام[29] ودُفن بها.
قال أبو بكر بن عيَّاش: دخلت على عاصم وهو في الموت، فأُغمي عليه، فأفاق، فقرأ: ﴿ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى الله مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ﴾[الأنعام: ٦٢][30].
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/culture/0/85222/#ixzz6arfxGjBg
ـ أبو عمرو زبان بن العلاء المازني ، قارئ البصرة ـ)
.
وراوِياه هما : حفص بن عمَر الدوري (ت 246هـ) ، وصالح بن زياد السوسي (ت261هـ) .
أبو عمرو
زبَّان بن العلاء بن عمَّار بن العُريان، وقيل: العُريان بن العلاء بن عمار[2]، التميميُّ، ثم المازِنيُّ، أبو عمرو البصري، أمه من بني حَنِيْفَة،
ومختلف في اسمه وكنيته ونسبه[4]
كان من أشراف العرب ووجهائها وقد مدحه الفرزدق وكلاهما ينسب إلى تميم.
شيوخه في القراءة:
أخذ أبو عمرو بن العلاء القراءة عن
جماعة من التابعين
أهل الحجاز، وأهل البصرة، وأهل الكوفة، وليس في القُرَّاء السبعة أكثر شيوخاً منه.
فقرأ القرآن بمكة على: سعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وعكرمة بن خالد مولى ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، وعبد الله بن كثير، وورد أنَّه تلا على أبي العالية الحسن بن مهران الرِّياحي[19].
////
****//***************
الإمام الحافظ المقرئ المفسر الشهيد، أبو محمد، ويقال : أبو عبد الله الأسدي الوالبي، الكوفي، سعيد بن جبير الأسدي (46-95 هـ) تابعي، كان تقياً وعالماً بالدين درس العلم عن عبد الله بن عباس حبر الأمة وعن عبد الله بن عمر وعن السيدة عائشة أم المؤمنين في المدينة المنورة، سكن الكوفة ونشر العِلم فيها وكان من علماء التابعين، فأصبح إماماً ومعلماً لأهلها، قتله الحجاج بن يوسف الثقفي بسبب خروجه مع عبد الرحمن بن الأشعث في ثورته على بني أمية.
******************
وقرأ في المدينة على: أبي جعفر يزيد بن القعقاع، ويزيد بن رومان، وشيبة بن نِصَاح.
وقرأ بالبصرة على: يحيى بن يَعْمُر، ونصر بن عاصم، والحسن البصري، وغيرهم.
وقرأ بالكوفة على: عاصم بن أبي النَّجود.
قال يحيى اليزيدي: سمعتُ أبا عمرو يقول: سمع سعيد بن جبير قراءتي، فقال: الزم قراءتك هذه.
قَال أبو بكر بن مجاهد: كان أبو عَمْرو مُقَدَّمًا في عصره، عالمًا بالقراءة ووجوهها، قدوةً في العلم باللغة، إمامَ النَّاس في العربية، وكان مع علمه باللغة وفقهه في العربية متمسِّكًا بالآثار،20].
خامساً: رواة القراءة عنه:
قرأ عليه خلق كثير، منهم: عبد الله بن المبارك، عبد الملك بن قريب الأصمعي، ويحيى بن المبارك اليزيدي، والعباس بن الفضل، وعبد الوارث بن سعيد التَّنُّوري، وشُجاع البَلخي، وحسين الجعفي، ومعاذ بن معاذ، ويونس بن حبيب النَّحوي، وسهل بن يوسف، وأبو زيد الانصاري سعيد بن أوس، وسلام الطويل، وسيبويه، وآخرون.
. وانتصب للإقراء في أيام الحسن البصري.(3) ونقل ابن خلكان في وفيات الأعيان عن الأصمعي تلميذه قوله: «قال أبو عمرو بن العلاء: لقد علمت من النحو ما لم يعلمه الأعمش وما لو كتب لما استطاع أن يحمله. وقال أيضًا: سألت أبا عمرو عن ألف مسألة، فأجابني فيها بألف حجة.» ونقل السيوطي في بغية الوعاة عن الذهبي قوله: «قليل الرواية للحديث، وهو صدوق حجة في القراءات».
أخذ عنه الأدب أبو عبيدة معمر بن المثنى والأصمعي وغيرهما كثير. توفي بالكوفة وقيل غير ذلك. (2)
: مكانته وعلمه:
أحد القراء السبعة، كان أعلم الناس بالقرآن الكريم والعربية والشعر، وهو في النحو في الطبقة الرابعة من علي بن أبي طالب، رضي الله عنه.
وأخذ اللغة والنحو من نصر بن عاصم الليثي
قال الأصمعي: قال أبو عمرو بن العلاء: لقد علمت من النحو ما لم يعلمه الأعمش
وقال أيضاً: سألت أبا عمرو عن ألف مسألة، فأجابني فيها بألف حجة. وكان أبو عمرو رأساً في حياة الحسن البصري مقدما في عصره. وقال أبو عبيدة: كان أبو عمرو أعلم الناس
بالأدب والعربية والقرآن والشعر.
قال الأخفش[5]: مَرَّ الحسن البصري بأبي عمرو بن العلاء وحلقته متوافرة، والنَّاس عكوف، فقال: من هذا؟ قالوا: أبو عمرو، فقال: لا إله إلا الله، كادتِ العلماء تكون أرباباً[6].
قال إبراهيم الحربي[7] وغيره: كان أبو عمرو من أهل السُنَّة[8].
وقال الأصمعي: أنا لم أرَ بعد أبي عمرو أعلم منه[9].
وروى أبو العيناء[10]، عن الأصمعي: قال لي أبو عمرو بن العلاء: لو تهيَّأ أن أفرغ ما في صدري من العلم في صدرك لفعلتُ، ولقد حفظتُ في علم القرآن أشياء لو كُتِبَتْ ما قَدََر الأعمش على حملها، ولولا أنْ ليس لي أنْ أقرأَ إلاَّ بما قُرِئَ لقرأتُ حرفَ كذا، وذكر حروفاً[11].
وقال نصر بن علي الجهضمي[12]: قال أبي: قال لي شعبة: انظر ما يقرأ أبو عمرو وما يختار لنفسه فاكتبه، فإنه سيصير للناس أستاذاً[13].
وقال يحيى اليزيديُّ[14]: كان أبو عمرو قد عرف القراءات، فقرأ من كلِّ قراءة بأحسنها، وبما يختار العرب، وبما بلغه من لغة النبيِّ صلى الله عليه وسلم وجاء تصديقه في كتاب الله عزَّ وجلَّ[15].
وكان اختياره في قراءته التخفيف والتسهيل ما وجد إليه سبيلاً، وقد أطبق الناس على قراءته، وكانوا يشبهونها بقراءة ابن مسعود، وكان بعضهم يوصي بعضاً بقراءته[16].
وقد انتشرت قراءةُ أبي عمرو البصري في فترة من الفترات خارج حدود البصرة، فهذا ابن الجزري يحكي حالَ زمانه، فيقول: فالقراءة التي عليها النَّاس اليوم بالشام والحجاز واليمن ومصر هي قراءة أبي عمرو، فلا تكاد تجد أحداً يُلَقَّنُ القرآن إلاَّ على حرفه، خاصَّة في الفرش، وقد يخطئون في الأصول، ولقد كانت الشام تقرأ بحرف ابن عامر إلى حدود الخمسمائة، فتركوا ذلك لأنَّ شخصاً قَدِمَ من أهل العراق، وكان يُلَقِّن النَّاس بالجامع الأموي على قراءة أبي عمرو، فاجتمع عليه خلق واشتهرت هذه القراءة عنه[17].
قلت: وقد اختلف الحال في زماننا، فأصبحت رواية حفص عن عاصم هي الأكثر انتشاراً في العالم كله، ولهذه أسبابه وأسراره[18].
ثانياً: صفاته:
اشتُهر بالفصاحة، والصدق، والثقة، وسعة العلم، والزهد، والعبادة، وكان من أشراف العرب، مدحه الفرزدقُ[4] وغيرُه، وورد أنَّه كان يختم القرآن في كلِّ ثلاث.
كتبه:
كانت كتبه التي كتب عن العرب الفصحاء قد ملأت بيتاً له إلى قريب من السقف، ثم إنه تقرأ - أي تنسك - فأخرجها كلها، فلما رجع إلى علمه الأول لم يكن عنده إلا ما حفظه بقلبه، وكانت عامة أخباره عن أعراب قد أدركوا الجاهلية. قال الأصمعي : جلست إلى أبي عمرو بن العلاء عشر حجج، فلم أسمعه يحتج ببيت إسلامي، قال: وفي أبي عمرو بن العلاء يقول الفرزدق:
مازلت أغلق أبواباً وأفتحها ... حتى أتيت أبا عمرو بن عمار
والصحيح أن كنيته اسمه، وحكى أبو عمرو قال: طلب الحجاج بن يوسف الثقفي أبي، فخرج منه هارباً إلى اليمن، فإنا لنسير بصحراء باليمن إذ لحقنا لاحق ينشد:
ربما تكره النفوس من الأمـ ... ـر له فرجة كحل العقال
قال: فقال أبي: ماالخبر؟
قال: مات الحجاج ، قال أبو عمرو: فأنا بقوله: " له فرجة " أشد سروراً مني بموت الحجاج، قال، فقال أبي: اصرف ركابنا إلى البصرة، قال معمر بن المثنى ، قلت لأبي عمرو: كم سنك يوم يومئذ قال: كنت قد خنقت بضعاً وعشرين سنة.
يقال فرجة بالفتح بين الأمرين وبالضم بين الجبلين. وذكر في كتاب " طبقات النحاة "، قال: حدث الأصمعي عن أبي عمرو ابن العلاء في قول رسول الله، صلى الله عليه وسلم " في الجنين غرة عبد أو أمة " لولا أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أراد بالغرة معنى لقال: " في الجنين عبد أو أمة " ولكنه عنى البياض، ولا يقبل في الدية إلا غلام أبيض أو جارية بيضاء، لا يقبل فيها أسود ولا سوداء، وهذا غريب، ولا أعلم أهل يوافق مذهب أحد من الأئمة المجتهدين أم لا، ولغرابته نقلته. وذكر في هذا الكتاب أيضاً. قال الأصمعي: سألت أبا عمرو بن العلاء عن قولهم ": أرهبته ورهبته " فقال: ليستا بسواء ، فقلت: رهبته فرقته، وأرهبته أدخلت الفرق في قلبه، قال أبو عمرو: ذهب من يعرف هذا منذ ثلاثين سنة. وقال ابن مناذر: سألت أبا عمرو بن العلاء: حتى متى يحسن بالمرء أن يتعلم قال: ما دامت الحياة تحسن به. وقال أبو عمرو: حدثنا قتادة السدوسي قال: لما كتب المصحف عرض على عثمان بن عفان ، رضي الله عنه، فقال: إن فيه لحناً ولتقيمنه العرب بألسنتها. وكان أبو عمرو إذا دخل شهر رمضان لم ينشد بيت شعر حتى ينقضي. وكان له في كل يوم فلسان يشتري بأحدهما كوزاً جديداً يشرب فيه يومه ثم يتركه لأهله، ويشتري بالأخر ريحاناً فيشمه يومه فإذا أمسى قال لجاريته: جففيه ودقيه في الأشنان. وروى بن يونس بن حبيب النحوي قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: ما زدت في شعر العرب قط إلا بيتاً واحداً، وهو:
وأنكرتني وما كان الذي نكرت ... من الحوادث إلا الشيب والصلعا
وهذا البيت يوجد في جملة أبيات للأعشى، وهي أبيات مشهورة.
وقال أبو عبيدة: دخل أبو عمرو بن العلاء على سليمان بن علي، وهو عم السفاح، فسأله عن شيء فصدقه، فلم يعجبه ما قاله، فوجد أبو عمرو في نفسه وخرج، وهو يقول:
أنفت من الذل عند الملوك ... وأن أكرموني وإن قربوا
إذا ما صدقتهم خفتهم ... ويرضون مني بأن يكذبوا
وحكى علي بن محمد بن سليمان النوفلي قال: سمعت أبي يقول لأبي عمرو بن العلاء: خبرني عما وضعت مما سميته عربيةً، يدخل فيه كلام العرب كله فقال: لا، فقلت: فكيف تصنع فيما خالفتك فيه العرب وهو حجة قال: أعمل على الأكثر، واسمي ما خالفني لغات. وأخبار أبي عمرو كثيرة.
ولادته
ومولده سنة (68هـ) أو (70هـ) بمكة،
وقد نشأ بالبصرة، ومات بالكوفة أيام المنصور.
سادساً: منزلته في الرواية والحديث:
حدَّث أبو عمرو باليسير عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وعن إياس بن جعفر البَصْرِيّ، ويحيى بن يعمر، وبديل بن ميسرة العقيلي، وجعفر بن محمد الصادق، ومجاهد بن جبر، وأبي صالح السمَّان، وأبي رجاء العطاردي، ونافع العمري، وعطاء بن أبي رباح، وابن شهاب الزهري، والحسن البَصْرِيّ، وآخرين.
وحدث عنه: شعبة، وحماد بن زيد، والأصمعي، وأبو عبيدة اللغوي، وآخرون
سابعاً: من مآثره وأقواله:
وقيل لأبي عمرو: حتى متى يحسن بالمرء أن يتعلم؟ قال: ما دامتِ الحياة تَحْسُن به[23].
وكان يقول للأصمعي: يا بني، إن طفئت شحمة عيني هذه لم ترَ من يشفيك من هذا البيت أو هذا الحرف[25].
وقال الأصمعي: كان لأبي عمرو كلَّ يوم يشتري كُوْزَاً ورَيْحَاناً بفلسين، فإذا أمسى: تصدَّق بالكوز، وقال للجارية: جففي الرَّيحان ودقِّيْه في الأشنان[26].
قال عبد الوارث[27]: حججتُ سنَةً من السنين مع أبي عمرو بن العلاء وكان رفيقي، فمررنا ببعض المنازل، فقال: قم بنا فمشيتُ معه، فأقعدني عند ميل، وقال لي: لا تبرح حتى أجيك، وكان منزل قَفْرٌ لا ماء فيه، فاحتبس عليَّ ساعةً، فاغتممتُ فقمتُ أقفيه الأثر، فإذا هو في مكان لا ماء فيه، فإذا عينٌ وهو يتوضأ للصَّلاة، فنظر إليّ، فقال: يا عبد الوارث أكتم عليَّ ولا تُحدِّث بما رأيتَ أحداً، فقلتُ: نعم يا سيِّد القرَّاء، قال عبدُ الوارث: فو الله ما حدثتُ به أحداً حتى مات[28].
ولما طلب الحَجَّاج بن يوسف الثقفي أباه العلاء، خرج العلاء هارباً ومعه ولده أبو عمرو، وهما يُرِيدان اليمن، قال أبو عمرو: فإنا لنسير في صحراء اليمن إذا رجل ينشد:
صبِّر النَّفس عند كلِّ مُلمّ إنَّ في الصبر حِيلة المُحتَال لا تضيقنَّ في الأمور فقد يُكْ شَف لأواؤها بغير احتيال ربما تكره النفوس من الأم ر له فَرجة كحلِّ العِقَال قد تُصَاب الجبالُ في آخر الصَّفْ فِ وينجو مقارعُ الأبطال |
قال: فقال له أبي: ما الخبر؟ فقال: مات الحجَّاج، قال أبو عمرو: فأنا بقوله: فَرجة، يعني بفتح الفاء، أشد سروراً مني بموت الحجاج، لأني كنتُ أطلب شاهدًا لاختياري القراءة في سورة البقرة: ﴿ إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غَرْفَةً بِيَدِهِ ﴾ [البقرة: 249]، فقال أبي: هذا - والله - الرغبة في العلم، اضرب ركابنا إلى البصرة[29].
ثامناً: وفاته:
وكان قد خرج إلى الشام يجتدي عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام والي دمشق، فلما عاد إلى الكوفة توفي بها.
لما حضرتِ الوفاةُ أبا عمرو كان يغشى عليه ويفيق، فأفاق من غشية له، فإذا ابنُه بشرُ يبكي، فقال: "ما يبكيك وقد أتت عليَّ أربع وثمانون سنة"[30]، وقد ذكر غيرُ واحد أنَّ وفاته كانت سنة (154هـ)، قال الأصمعي: عاش أبو عمرو ستًا وثمانين سنة.
وفي يوم وفاته جاء الناس يعزُّون أولادَه، فقال يونس بن حبيب: نعزيكم وأنفسنا بمن لا نرى شبهًا له آخر الزمان، والله لو قُسِمَ علمُ أبي عمرو وزهدُهُ على مائة إنسان لكانوا كلُّهم علماءَ زهاداً، والله لو رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم لَسَرَّه ما هو عليه[31].
[1] جمال القراء 2/450؛ تهذيب الكمال 34/120ـ130؛ وفيات الأعيان 3/466؛ معرفة القراء الكبار 1/100ـ105؛ سير أعلام النبلاء 6/407ـ410؛ تاريخ الإسلام 9/683؛ ميزان الاعتدال 4/556؛ غاية النهاية 1/288 ـ292.
[2] اختلف في اسمه، وقيل: اسمه هو كنيته، أي: أبو عمرو بن العلاء، وما ذكرته أولاً هو الراجح.
[3] معرفة القراء الكبار 1/101؛ غاية النهاية 1/292.
[4] همَّام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي، أبو فراس، الشهير بالفرزدق( 000 - 110هـ): شاعر، من النبلاء، من أهل البصرة، عظيم الأثر في اللغة، كان يقال: لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب، ولولا شعره لذهب نصف أخبار الناس، كان شريفا في قومه، عزيز الجانب، لقب بالفرزدق لجهامة وجهه وغلظه، توفي في بادية البصرة، وقد قارب المئة. وفيات الأعيان 6/86؛ الأعلام للزركلي 8/ 93.
[5] سعيد بن مسعدة المجاشعي بالولاء، البلخي ثم البصري، أبو الحسن، المعروف بالأخفش الأوسط ( 000- 215هـ): نحوي، عالم باللغة والأدب، أخذ العربية عن الخليل، ثم لزم سيبوية حتى برع، صنف كتبًا، منها: (تفسير معاني القرآن)، و(شرح أبيات المعاني)، و(الاشتقاق). سير أعلام النبلاء 10/206؛ الأعلام للزركلي3/101ـ 102.
[6] جمال القراء 2/451.
[7] إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير، البغدادي، الحربي، أبو إسحاق (198- 285 هـ): الإمام الحافظ العلامة، شيخ الإسلام، من أعلام المحدثين، كان عارفًا بالفقه، بصيرًا بالاحكام، قيمًا بالأدب، زاهدًا، تفقه على الإمام أحمد، أصله من مرو، واشتهر وتوفي ببغداد، ونسبته إلى محلة فيها، صنف كتبا كثيرة، منها:غريب الحديث، وإكرام الضيف، ومناسك الحج. سير أعلام النبلاء 13/356؛ الأعلام للزركلي 1/ 32.
[8] معرفة القراء 1/103؛ سير أعلام النبلاء 6/408.
[9] جمال القراء 2/451؛ غاية النهاية 1/290ـ 291.
[10] محمد بن القاسم بن خلاد بن ياسر الهاشمي، بالولاء، أبو العيناء (191 - 283 هـ): أديب فصيح، من ظرفاء العالم، ومن أسرع الناس جواباً، اشتهر بنوادره ولطائفه، وكان ذكيًا جدًا، حسن الشعر مليح الكتابة، كف بصره بعد بلوغه أربعين سنة من عمره، أصله من اليمامة، ومولده بالأهواز، ومنشأه ووفاته في البصرة. وفيات الأعيان 4/343؛ الأعلام للزركلي 6/334.
[11] معرفة القراء 1/103؛ سير أعلام النبلاء 6/408.
[12] نصر بن علي بن نصر بن علي بن صهبان، الأزدي الجهضمي البصري الصغير، أبو عمرو، وهو حفيد الجهضمي الكبير( نحو 160ـ 250هـ): حافظ علَّامة ثقة، وليٌّ صالح، روى القراءة عرضاً عن أبيه علي، وسماعاً عن غيره، وروى له الجماعة، طلبه المستعين للقضاء فقال: أستخير الله، فصلى ركعتين وقام فقبض. سير أعلام النبلاء12/ 133؛ غاية النهاية 2/337ـ338.
[13] جمال القراء 2/450؛ سير أعلام النبلاء6/408.
[14] يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي، أبو محمد، اليزيدي (138- 202 هـ): شيخ القراء، وعالم بالعربية والأدب، من أهل البصرة، قرأ على أبي عمرو بن العلاء، صحب يزيد بن منصور الحميري (خال المهدي) يؤدب ولده، فنسب إليه، من كتبه: النوادر في اللغة، والمقصور والممدود، وله نظم جيد، في " ديوان ". وفيات الأعيان 6/183؛ سير أعلام النبلاء9/562؛ الأعلام للزركلي8/163.
[15] معرفة القراء الكبار 1/102.
[16] جمال القراء 2/450.
[17] غاية النهاية 1/292.
[18] سأشير في الخاتمة إلى بعض هذه الأسباب.
[19] نفى الذهبي صحة ذلك، وأكد ابن الجزري على صحته، فقال: وهو الصحيح. غاية النهاية 1/289.
[20] السبعة في القراءات ص81؛ تهذيب الكمال 34/121.
[21] تهذيب الكمال 34/130؛ معرفة القراء الكبار 1/104؛ سير أعلام النبلاء 6/410.
[22] سير أعلام النبلاء 6/408.
[23] وفيات الأعيان 3/468.
[24] المصدر السابق.
[25] جمال القراء 2/451.
[26] سير أعلام النبلاء 6/408.
[27] عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان، أبو عبيدة، العنبري بالولاء، التنوري البصري (102- 180 هـ): إمام حافظ، ثقة ثبت، مقرئ، كان يوصف بالعبادة والدين والفصاحة والبلاغة، وقد اتهم بالقدر، قرأ على أبي عمرو ورافقه في العرض على حميد بن قيس المكي. الكاشف 1/673؛ غاية النهاية 1/478؛ الأعلام للزركلي4/ 178.
[28] غاية النهاية 1/291.
[29] ينظر: جمال القراء2/453؛ وتهذيب الكمال 24/128.
[30] وفيات الأعيان 3/469.
[31] غاية النهاية 1/292.
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/culture/0/83373/#ixzz6bfOlKa00
5 ـ حمزة بن حبيب الزيّات ، قارئ الكوفة أيضاً (ت156هـ) .
وراوِياه هما : خلَف بن هشام البزّار (150هـ ـ 229هـ) ، وخلاّد بن خالد الشيباني (ت220هـ) ، رَويا عنه بالواسطة .
6 ـ نافع بن عبد الرحمان الليثي ، قارئ المدينة (ت169هـ) .
وراوِياه هما : ( قالون ) ربيب نافع ، واسمه عيسى بن ميناء (120هـ ـ 220هـ) ، و( ورش ) عثمان بن سعيد (110هـ ـ 197هـ) .
7 ـ علي بن حمزة الكسائي ، قارئ الكوفة أيضاً (ت189هـ) .
وراوِياه هما : الليث بن خالد البغدادي (ت240هـ) ، و( الدّوري ) حفص بن عمَر الدوري (ت246هـ) ، راوي أبي عمرو المازني أيضاً .
* * *
وزاد المتأخّرون ثلاثة ، تتميماً للعشرة ، وهم :
8 ـ خلف بن هشام ـ راوي حمزة الزيّات ـ وقارئ بغداد (229هـ) .
وراوِياه هما : أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم المروزي (ت286هـ) ورّاق خلَف ، وأبو الحسن إدريس بن عبد الكريم (ت292هـ) .
9 ـ يعقوب بن إسحاق الحضرمي ، قارئ البصرة (ت205هـ) .
وراوِياه هما : ( رويس ) محمّد بن المتوكّل اللؤلؤي (ت238هـ) ، وروح بن عبد المؤمن الهذلي (ت235هـ) .
10 ـ أبو جعفر يزيد بن القعقاع المخزومي ، قارئ المدينة (ت130هـ) .
وراوِياه هما : ( ابن وردان ) عيسى الحذّاء (ت160هـ) ، و( ابن جمّاز ) سليمان بن مسلم الزهري (ت170هـ) .
* * *
Comments
Post a Comment