نافع بن عبدالرحمن بن أبي نُعَيْم، الليثي

 اسمه ونسبته وكنيته:

نافع بن عبدالرحمن بن أبي نُعَيْم، الليثي بالولاء، أبو رُويم أو أبو عبدالله، المقرئ المدني، أصله من أصبهان، إلاَّ أنَّه اشتُهر في المدينة المنورة.

 

ثانياً: صفاته:

كان أسود حالكاً، صبيح الوجه، طيب الأخلاق، فيه دعابة، تُشم منه رائحة المسك إذا تكلَّم، فقيل له: يا أبا عبدالله أو يا أبا رُويم: أتتطيَّب كلما قعدتَ تُقْريء؟ قال: ما أمسُّ طيبًا، ولكني رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ في فـِيِّ، فمن ذلك الوقت أَشَمُّ من فـِيِّ هذه الرائحةَ[2].

 

وهذا ما أشار إليه الشاطبيُّ في منظومته، فقال:

فأمَّا الكريمُ السرِّ في الطِّيب نافعٌ 
فَذَاكَ الذي اختارَ المدينةَ منزلا[3] 

 

وقيل لنافع: ما أصبحَ وجهَكَ، وأحسنَ خلقَكَ؟! قال: فكيف لا أكون كذلك وقد صافحني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وعليه قرأتُ القرآن، يعني: في النوم[4].

 

قال قالون: كان نافع من أطهر النَّاس خُلقاً، ومن أحسن النَّاس قراءة، وكان زاهداً جواداً، صلَّى في مسجد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ستين سنة[5].

 

ثالثاً: مكانته وعلمه:

أحد الأعلام، وأحد القرَّاء السبعة المشهورين، اشتهر في المدينة، وانتهت إليه رياسة القراءة فيها، وأقرأ النَّاس نيفًا وسبعين سَنَةً


قال ابن مجاهد[18]: كان الإمام الذي قام بالقراءة بعد التابعين بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم نافع، وكان عالماً بوجوه القراءات، مُتَّبِعاً لآثار الأئمة الماضين ببلده



رابعاً: شيوخه في القراءة:

قرأ نافع على طائفة من تابعي أهل المدينة، ورُوي أنه قرأ على سبعين تابعياً.

فقرأ على عبدالرحمن بن هرمز الأعرج، وأبي جعفر يزيد بن القعقاع، وشيبة بن نِصَاح، ويزيد بن رومان، ومسلم بن جندب، ونافع مولى ابن عمر، وعامر بن عبدالله بن الزبير، وأبي الزِّناد، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر، ومحمد بن شهاب الزهري، وصالح بن خوات، وغيرهم




قال ابن مجاهد: وكان عبدالرحمن (الأعرج) قد قرأ على أبي هريرة وابن عباس رضي الله تعالى عنهما[25].

أقرأ نافع النَّاسَ دهرًا طويلًا، فقرأ عليه من القدماء: مالك بن أنس، وإسماعيل بن جعفر، وعيسى بن وَرْدَان الحذاء، وسليمان بن مسلم بن جماز، وهؤلاء من أقرانه، كما قرأ عليه إسحاق المسيبي، والواقدي، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وقالون، وورش، وإسماعيل بن أبي أويس، وهو آخر من قرأ عليه موتًا، والأصمعي، وأبو عمرو بن العلاء، وغيرهم كثير[26].

 


منزلته في الرواية والحديث:

لم يقتصر نشاط نافع بن أبي نعيم على إقراء القرآن فحسب، بل تعدَّاه إلى علم رواية الحديث، إلاَّ أنَّه كان قليل الرواية.

 

فروى عن: ربيعة بن أبي عبدالرحمن، وزيد بن أسلم، وصفوان بن سليم، وعامر بن عبدالله بن الزبير، وأبي الزناد عبدالله بن ذكوان، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ومحمد بن عمران الطلحي، ومحمد بن يحيى بن حبان، ونافع مولى ابن عمر، ويزيد بن رومان، وأبي جعفر يزيد بن القعقاع، والليث بن سعد، وآخرين.

 

وروى عنه: إسحاق بن محمد المسيبي، وإسماعيل بن جعفر، وخالد بن مخلد القطواني، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وعبد الملك بن قريب الأصمعي، وعبيد بن ميمون المدني، وأبو عمرو عثمان بن سعيد المقرئ المعروف بورش، وعيسى بن مينا المقرئ قالون، ومحمد بن عمر الواقدي، وغيرهم.

 

سابعاً: وفاته:

توفي نافع بن أبي نعيم في المدينة المنوَّرَة سنة (169هـ) أو (170هـ)، ولما حضرته الوفاةُ قال له أبناؤه: أوصنا، قال: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 1][28]، رحمه الله تعالى.


Comments

Popular posts from this blog

تیرے صدقے میں آقا ﷺ

ختم القرآن الكريم

أنت قمرُنا.. أنت سيدُنا Lyrics كلمات